اللاجئ "ابو الامير الحواجري" يروي تفاصيل معاناة أيام اللجوء الأولى للفلسطينيين

اللاجئ "ابو الامير الحواجري" يروي تفاصيل معاناة أيام اللجوء الأولى للفلسطينيين

يحيي الفلسطينيون هذه الأيام، ذكرى نكبة فلسطين عام 1948، حيث أجبرت الجماعات الإسرائيلية المسلحة السكان على ترك قراهم ومدنهم تمهيدا لإقامة دولة إسرائيل.
غزة/هداية الصعيدي/الأناضول:

قبل "66" عامًا، وتحت سيل من الرصاص والقنابل العشوائية الإسرائيلية الملقاة على قرية "الجمّامة" جنوب فلسطين التاريخية (إسرائيل)، حزمت عائلة " ابوعبدالله الحواجري" قليلا من أمتعتها، ورحلت سيرًا على الأقدام دون معرفة مسبقة لوجهتها.

ولمدة أيام لا يذكر عددها، ظل الحواجري الذي كان يبلغ من العمر 9 سنوات في ذلك الوقت، يسير برفقة أسرته وقرابة80 فردًا آخرين، من أبناء القرية إلى أن وصلوا إلى قطاع غزة.

ويقول ابو الامير الحواجري (البالغ من العمر حاليا "75" عامًا) لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء: " كانت الرحلة قاسية جدًا.. كنا نبيت في العراء، ونخاف من أصوات الحيوانات، وكنا نظن أنها ستهاجمنا، ولم يكن معنا من احتياجاتنا الكثير".

وفي الخامس عشر من مايو/ آيار في عام 1948 استيقظ نحو تسعمائة ألف فلسطيني على واقع تهجيرهم، وطردهم من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية.

ويحيي الفلسطينيون هذه الأيام، ذكرى نكبة فلسطين عام 1948، حيث أجبرت الجماعات الإسرائيلية المسلحة قرابة ( 957 ألف) فلسطيني على ترك قراهم ومدنهم، تمهيدا لإقامة دولة إسرائيل.

ويصف ابوالامير الحواجري ، حال عائلته، ومن معها أثناء مسيرهم قائلا: " أذكر أن بعضنا كان حافي القدمين، وكان الخوف والقلق مسيطر على قوافل الناس المهاجرة، وعدد من النساء وكبار السن لم يقدروا على المسير".

وبعد أيام وصلت اللاجئون، إلى شرق البريج وسط قطاع غزة، واستقروا في أرض فارغة هناك، داخل خيمة، ولم يكن في حوزتها سوى قليل من القمح والشعير وعدد من الماشية، كما يقول ابوالامير الحواجري.

وأكمل اللاجئ ابوالامير الحواجري : "رغم سوء الحياة داخل الخيام التي لا تقي بردًا ولا حرًا، كانت أعدادنا تتجاوز الـ 15 فردا في كل خيمة، وقسوة تلك الأيام لا توصف".

وأضاف: " بعد 5 شهور، تركنا البريج واتجهنا إلى منطقة النصيرات، وهناك عرض علينا أحد المواطنين أن نسكن منزلا له كان جهزه ليزّوج ابنه فيه، وبقينا ضيوف لديه لعامين متتاليين".

وأردف: " أكثرنا غنىً كانت ثيابه رثّة وبالية وممزقة، ومعظمنا لم يكن يمتلك حذاءً، وأذكر أنني ذهبت للمدرسة لمدة ثلاث سنوات وأنا حافي القدمين، ولسنوات عديدة كان أفضل طعامنا قطع خبز فقط".

ويصف ابوالامير الحواجري مدرسته: " كانت مقاعد المدرسة متعبة جدا، فهي لا تتعدى كونها حجارة أسمنت كبيرة".

وكما يقول ابو الامير الحواجري، فقد تفشت الأمراض في صفوف المهاجرين الفلسطينيين بشكل كبير، وأودت بحياة العشرات منهم، في ظل غياب العناية الطبية وقتئذ.

واستدرك: " عانى الناس كثيرًا من البرد القارس لقلة الملابس والأغطية، وما كانت توزعه وكالة "أونروا" على اللاجئين لم يكن يفي بالغرض".

ولفت ابو الامير الحواجري إلى أن عائلته بقيت دون مسكن خاص بها، ثماني سنوات تقريبًا من وقت هجرتها، إلى أن شيدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التي اهتمت بشؤون اللاجئين، للعائلة منزلا ضيق المساحة، عبارة عن غرفة واحدة لا تتجاوز مسحتها الـ "10" أمتار رغم أعدادهم الكبيرة، على حد قوله.

وأشار إلى أن الفلسطينيين الذين كانوا يقطنون القطاع، ساعدوا كثيرًا المهاجرين الذين وصلوا إليه، فبعضهم قدمًا منزلا والآخر قدم عملا وطعاما.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في إحصائية تلقت وكالة الأناضول نسخةً عنها، في الذكرى الـ"66" للنكبة إنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام الماضي 2013 وصل إلى 5.9 مليون نسمة، يتوزعون على 58 مخيما بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة -

» الحواجري سهرة العريس بسام الحواجري
» الحواجري .
» شجرة آل الحواجري
» عائلة الحواجري في مصر
» الحواجري 2014